الأربعاء، 18 أغسطس 2010

البداء عند السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
البداء من العقائد التي طالما شنع بها السنة على الشيعة واعتبروها من الكفر اما جهلا منهم بحقيقته واما طلبا للاساءة الى اتباع اهل البيت وتكفيرهم بدون وجه حق .
لكن من ينظر الى عقيدة البداء بمفهومها الصحيح يجد انها من العقائد التي لها الكثير من الادلة في كتب السنة وصحاحهم بل هم يؤمنون بها وهم لا يشعرون حال الكثير من المسلمات الموجودة في مصادرهم وهم يطعنون علينا بها .
وعقيدتنا في البداء كما نص عليه الشيخ المظفر في عقائده :
عقيدتنا في البداء
البداء في الانسان: أن يبدو له رأي في الشيء لم يكن له ذلك الرأي سابقاً، بأنّ يتبدَّل عزمه في العمل الذي كان يريد أن يصنعه، إذ يحدث عنده ما يغيِّر رأيه وعلمه به، فيبدو له تركه بعد أن كان يريد فعله، وذلك عن جهل بالمصالح وندامة على ما سبق منه.
والبداء بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى، لانه من الجهل والنقص، وذلك محال عليه تعالى، ولا تقول به الامامية.
قال الصادق (عليه السلام): «من زعم أنّ الله تعالى بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم»(1).
وقال أيضاً: «من زعم أن الله بدا له في شيء ولم يعلمه أمس فأبرأ منه»(2).
غير أنّه وردت عن أئمتنا الاطهار (عليهم السلام) روايات توهم القول بصحة البداء بالمعنى المتقدِّم، كما ورد عن الصادق (عليه السلام): «ما بدا لله فيكون معنى قول الامام (عليه السلام): أنّه ما ظهر لله سبحانه أمر في شيء كما ظهر له في اسماعيل ولده، إذ اخترمه قبله ليعلم الناس أنّه ليس بإمام، وقد كان ظاهر الحال أنّه الامام بعده، لانه أكبر ولده.
وقرب من البداء في هذا المعنى نسخ أحكام الشرائع السابقة بشريعة نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل نسخ بعض الاحكام التي جاء بها
نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولكن على هذا الاساس نرى ا ناهل السنة هم من يؤمن بالبداء !!!
وهذه بعض الشواهد :
ورد في تفسير قول الله تعالى :
((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)))سورة الرعد
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { لكل أجل كتاب } يقول : لكل كتاب ينزل من السماء أجل فيمحو الله من ذلك ما يشاء { ويثبت وعنده أم الكتاب } .
وأخرج ابن شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - .
قال : قالت قريش حين أنزل { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } ما نراك يا محمد تملك من شيء ولقد فرغ من الأمر . فأنزلت هذه الآية تخويفاً لهم ووعيداً لهم { يمحو الله ما يشاء ويثبت } إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ، ويحدث الله تعالى في كل رمضان فيمحو الله ما يشاء { ويثبت } من أرزاق الناس ومصائبهم ، وما يعطيهم وما يقسم لهم .
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { يمحو الله ما يشاء ويثبت } قال : ينزل الله تعالى في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا ، يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة القدر ، فيمحو ما يشاء ، إلا الشقوة والسعادة ، والحياة والممات .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { يمحو الله ما يشاء } هو الرجل ، يعمل الزمان بطاعة الله ، ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلاله ، فهو الذي يمحو والذي يثبت ، الرجل يعمل بمعصية الله تعالى وقد سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله سبحانه وتعالى .
وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { يمحو الله ما يشاء ويثبت } قال : من أحد الكتابين هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت { وعنده أم الكتاب } أي جملة الكتاب .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن لله لوحاً محفوظاً مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء ، له دفتان من ياقوت ، والدفتان لوحان لله كل يوم ثلاث وستون لحظة يمحو ما يشاء { ويثبت وعنده أم الكتاب } .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله تعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فينسخ الذكر في الساعة الأولى منها ، ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره ، فيمحو ما يشاء ويثبت . ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن ، وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر ، لا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة : النبيين والصديقين والشهداء ، ثم يقول : طوبى لمن نزلك . ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته ، فتنتفض ، فيقول : قومي بعزتي ، ثم يطلع إلى عباده فيقول : هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأجيبه؟ حتى يصلي الفجر ، وذلك قوله { إن قرآن الفجر كان مشهوداً } [ الإِسراء : 78 ] يقول : يشهده الله وملائكة الليل والنهار » .
واخرج البخاري في صحيحه في قصة المعراج حديثا طويلا نقتص منه موضع الشاهد : ((........ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَىَّ خَمْسُونَ صَلاَةً ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى ، فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قُلْتُ فُرِضَتْ عَلَىَّ خَمْسُونَ صَلاَةً . قَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ ، عَالَجْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ . فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ ، فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ ، ثُمَّ مِثْلَهُ ثُمَّ ثَلاَثِينَ ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عِشْرِينَ ، ثُمَّ مِثْلَهُ فَجَعَلَ عَشْرًا ، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا ، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قُلْتُ جَعَلَهَا خَمْسًا ، فَقَالَ مِثْلَهُ ، قُلْتُ سَلَّمْتُ بِخَيْرٍ ، فَنُودِىَ إِنِّى قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِى وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِى ، وَأَجْزِى الْحَسَنَةَ عَشْرًا » .
بعد كل هذه الروايات اليس السنة هم اهل البداء حالهم في ذلك حال اخوانهم من الشيعة ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق