الخميس، 2 سبتمبر 2010

اثبات تعاطي الشيخين للخمر

نسف رواة السلطة كل ما بنوه من مناقب لأبي بكر وعمر، فرووا أنهما شربا الخمر وغنيا بشعر ينوح على قتلى المشركين في بدر، فجاء النبي(صلى الله عليه و آله) غاضباً وبيده سعفة أو مكنسة، ليضربهما بها !
وتتفاجأ بأن الحديث صحيح عندهم، فقد رواه تمام الرازي المتوفى414، في كتابه الفوائد: 2/228، برقم: 1593، وفي طبعة: 3/481:«بسنده صحيح عن أبي القموص قال:«شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرم فأخذت فيه، فأنشأ يقول:
تَحَيَّيْ بالسلامة أمَّ بكرٍ**** وهل لك بعد رهطك من سلامِ
ذريني أصطبح يا بكر أني**** رأيت الموت نقَّبَ عن هشام
فودَّ بنو المغيرة أن فدوْهُ**** بألف من رجال أو سوام
فكائن بالطويِّ طويِّ بدر**** من القينات والخيل الكرام
فكائن بالطويِّ طويِّ بدر**** من الشيزى تُكلل بالسنام
فبلغ ذلك النبي(صلى الله عليه و آله) فقام معه جريدة يجر إزاره حتى دخل عليه، فلما نظر إليه قال: أعوذ من سخط الله ومن سخط رسوله، والله لا يلج لي رأساً أبداً ! فذهب عن رسول الله ما كان فيه وخرج ونزل عليه: فَهَلْ أنتمْ مُنْتَهُون؟! فقال عمر: انتهينا والله».
أقول: معنى قوله:« فبلغ ذلك النبي(صلى الله عليه و آله)فقام معه جريدة يجر إزاره » أنه(صلى الله عليه و آله) خرج غاضباً مسرعاً ولم يسو رداءه، وبيده سعفة ليضرب بها وجوههم ،وقد تكون مكنسة !
ورواه الثعلبي في تفسيره: 2/142، دون أن يسميهما قال: «وكان قوم يشربونها ويجلسون في بيوتهم، وكانوا يتركونها أوقات الصلاة ويشربونها في غير حين الصلاة، إلى أن شربها رجل من المسلمين فجعل ينوح على قتلى بدر، ويقول... فبلغ ذلك رسول الله فخرج مسرعاً يجر رداءه حتى انتهى إليه، ورفع شيئاً كان بيده (سعفة أو خشبة أو مكنسة ) ليضربه، فلما عاينه الرجل قال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسول الله والله لا أطعمها أبداً ».
ورواها ابن هشام: 2/549، بتفصيل، وفيها أبيات أبي بكر في إنكار الآخرة قال:
«يخبرنا الرسول بأن سنحيا**** وكيف حياة أصداءٍ وهامِ » !
وفي الصحيح من السيرة:5/3 1:
أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا**** وكيف حياة أصداء وهام
أيعجز أن يرد الموت عني**** وينشرني إذا بليت عظامي
ألا من مبلغ الرحمان عني**** بأني تارك شهر الصيام
فقل لله يمنعني شرابي**** وقل لله يمنعني طعامي»
ورواه ابن حجر في الإصابة: 7/39، عن الفاكهي في كتاب مكة، أن الرجل كان أبا بكر ! وفيه: «شرب أبو بكر الخمر فأنشأ يقول: فذكر الأبيات فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقام يجر إزاره حتى دخل فتلقاه عمر وكان مع أبي بكر، فلما نظر إلى وجهه محمراً قال: نعوذ بالله من غضب رسول الله ! والله لا يلج لنا رأسا أبداً ! فكان أول من حرمها على نفسه ! واعتمد نفطويه على هذه الرواية فقال: شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرم، ورثى قتلى بدر من المشركين »!
وذكر ابن حجر في فتح الباري:1 /31، أن تلك الجلسة كانت حفلة خمر في بيت أبي طلحة، وكانوا عشرة صحابة أو أكثر، وكان ساقيهم أنس بن مالك !
ثم قال:«ولأحمد عن يحيى القطان عن حميد عن أنس: كنت أسقي أبا عبيدة وأبي بن كعب وسهيل بن بيضاء، ونفراً من الصحابة عند أبي طلحة. ووقع عند عبد الرزاق عن معمر بن ثابت وقتادة وغيرهما عن أنس، أن القوم كانوا أحد عشر رجلاً، وقد حصل من الطرق التي أوردتها تسمية سبعة منهم، وأبهمهم في رواية سليمان التيمي عن أنس... ومن المستغربات ما أورده ابن مردويه في تفسيره من طريق عيسى بن طهمان عن أنس، أن أبا بكر وعمر كانا فيهم ! وهو منكر، مع نظافة سنده، وما أظنه إلا غلطاً » !
يقصد ابن حجر أن حديث شرب أبي بكر وعمر للخمر صحيح السند، لكن معناه مستنكر! مع أنه إذا صح سند الحديث فلا قيمة لاستغراب معناه!
والأدهى من ذلك أن القصةكانت عند نزول سورة المائدة، أي قبل وفاة النبي (صلى الله عليه و آله) بشهر أو شهرين ! لأن آية: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (المائدة:91) من سورة المائدة وهي آخر سورة نزلت من القرآن، قبيل وفاة النبي(صلى الله عليه و آله) !
وقد انتشرت القصة بين المسلمين وأن القصيدة كانت من نظم أبي بكر! فاهتمت عائشة بنفي نظمه لها، لكنها لم تنف مشاركته في الحفلة وإنشاده لها !
فقد روى بخاري في صحيحه:4/263، دفاعها فقال: «عن عائشة أن أبا بكر تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر، فلما هاجر أبو بكر طلقها فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر، الذي قال هذه القصيدة ورثى كفار قريش:
وماذا بالقليب قليب بدر**** من الشيزى تزين بالسنام
وماذا بالقليب قليب بدر**** من القينات والشرب الكرام
تحييْ بالسلامة أم بكر**** وهل لي بعد قومي من سلام
يحدثنا الرسول بأن سنحيا**** وكيف حياة أصداء وهام »
لكن عائشة لم تحل المشكلة، لأنهما نفت أن أباها نظم القصيدة ولم تنف إنشاده لها ! وكأن المهم عندها نفي نظمها، لأنها تثبت كفر ناظمها بإنكاره النبوة والآخرة! أما إنشادها فهو أقل مصيبةً !
فقد روى ابن حجر في الإصابة: 7/39، أنها كانت غاضبة لأن الناس يومها لم يصدقوها ! «كانت تدعو على من يقول إن أبا بكر الصديق قال هذه القصيدة ثم تقول: والله ما قال أبو بكر بيت شعر في الجاهلية ولا في الإسلام ولكن تزوج امرأة من بني كنانة ثم بني عوف فلما هاجر طلقها فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر، فقال هذه القصيدة يرثي كفار قريش الذين قتلوا ببدر، فتحامى الناس أبا بكر من أجل المرأة التي طلقها وإنما هو أبو بكر بن شعوب ».
تقصد عائشة أن أم بكر المخاطبة بالقصيدة هي زوجة أبيها لكنه طلقها عندما هاجر، وتزوجها ابن شعوب، وتسمى بأبي بكر من أجلها، وهو الذي نظم القصيدة ! راجع في الموضوع: أمالي الطوسي/737، ورواها بسبعة أبيات، وابن هشام: 2/549، رواها بتسعة أبيات، والغدير:6/251، و7/96 و: 7/95، وفتح الباري: 1 /3 ، وقد توسع في الموضوع ودافع بما يستطيع، لكن كلامه يشي بتعجبه وتحيره، وسيرة ابن كثير:2/535، و مستدرك الوسائل:17/83، والسقيفة أم الفتن/74، وفيض القدير:1/117، والإصابة: 7/38، والصحيح من السيرة:5/3 1 و3 4، والزوائد:5/51، والهداية الكبرى/1 6، وأمالي المرتضى:2/18، والنص والإجتهاد/311، وأحاديث الشعر للمقدسي/57، والنهاية:3/412، و الثعلبي: 2/142، والإصابة: 7/38.


: ذكرنا أن الحديث يدل على أن هذه الحفلة كانت قبيل وفاة النبي(صلى الله عليه و آله) بشهر أو نحوه فكيف يفسر أنهم لم يتركوا الخمر بعد صحبتهم للنبي(صلى الله عليه و آله) تلك المدة الطويلة وهل ترون أنهم تركوها في الشهر الأخير من حياته(صلى الله عليه و آله) ، أم واصلوا شربها سراً

الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

اقتدوا بالذين من بعدي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
صلى الله عليك يا ابا عبد الله
من الاحاديث المعتمدة عند السنة حديث ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص « اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ ».(1)
وفي الطبراني ((اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِى أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ فإنهما حبل الله الممدود ومن تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى التى لا انفصام لها))
وهذا الحديث فيه مشكلة وهي من المشاكل المشهورة الا وهي مشكلة امر الشيخين بامر مخالف لسنة النبي ص وهي مسألة طرحناها بشكل اخر في موضوع سابق ولكن كررناها لموضع الحديث الانف الذكر .
واوامر الخليفتين (المخالفة لصريح النصوص من الكتاب والسنة ) كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:
1-من سهم المؤلفة قلوبهم .
2-قتال مانعي الزكاة.
3-اغضاب الزهراء ع.
4-منع التيمم.
5-سن صلاة التراويح.
6-الاتمام في السفر.
7-التصرف باملاك الغير بدون اذنهم.