السبت، 2 أكتوبر 2010

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم
نظرية تعيين ولي الامر في القران نظرية عميقة تؤيدها الكثير من الايات ,
وفي هذا البحث الصغير ساحاول ان اخوض في هذه النظرية لانها عماد المذهب الامامي الاثنى عشري على عكس نظرية الشورى التي تبنتها مدرسة السقيفة .
في البداية لابد ان نعرف ماهية الامر لنعرف من هم اوليائه .
القران فسر الامر في الكثير من اياته بالكون باسره وذلك واضح وجلي من سياق الايات التالية :
1- ((وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ [الأنعام : 8]))
2- ((قل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ [الأنعام : 58]))
3- ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54]))
4- ((ِانَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس : 3]))
فنلاحظ ان الله تعالى قصد بالامر كل الكون الذي يدبره .
ولكن الله تعالى جعل على الكون اولياء يديرون شؤونه واعطى لكل منهم درجة من المسؤولية تتفاوت حسب مكانة كل منهم .
فمثلا الانبياء مسؤوليتهم الادارية اكبر واعم وتختلف من نبي الى اخر, والملائكة تتباين درجات مسؤوليتهم فمنهم من كلفه الله تعالى بالوساطة مابينه وبين رسله واوليائه ومنهم من مكلف بمهام ادارية خاصة مثل مهمة ميكال ع ومنهم من مهمته العبادة فقط الخ .
وكل اولياء الامر نلاحظ ان تعيينهم من الله لكي تكون لهم الامكانية على ادارة الكون (الامر).
وهذا نستشفه من الاية التي تقول :
((يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ......))(ال عمران 154)
وهي دليل على ان البشر ليس لهم من الامر من شيء بل ان تولي تعيين اولي الامر كله بيد الله تعالى واعطاهم صلاحيات ادارية واسعة لرعاية شؤون البشر بشكل خاص والكون بشكل عام وهذا واضح من قوله تعالى :
َ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59])).
فلابد من خلال اتحاد موجب الطاعة بين الله ورسوله واولي الامر ان نجزم ا ن اولي الامر هم بشر بمواصفات كمالية عالية تشابه مواصفات الرسول ص الا في منزلة النبوة وهو ما نص عليه الرسول الخاتم ص في حديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث الائمة اثنى عشر.
وبعد كل هذا نلاحظ ان هذا الامر لم يدعه احد من الناس الا الائمة الهداة من ال محمد ص وانهم اولي الامر وهو واضح كل الوضوح من خلال دراسة سيرة حياتهم ورؤية الامكانيات التي وهبها الله تعالى لهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق