السبت، 11 مايو 2013

حديث الدار القسم الثاني : سند الحديث ومن قال بصحته من علماء السنة

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واظهر حقهم وادحض باطل اعدائهم واجعلنا من الدعاة لهم يا رب العالمين .
بعد ان اوردنا متن من كتاب السيرة لابن اسحاق نذكر هنا مستوى السند لهذه الرواية في ابن اسحاق .
لنرى سند هذا الحديث من طريق سيرة ابن اسحاق :
محمّد بن إسحاق يروي هذا الخبر عن عبد الغفار بن القاسم ، وهو أبو مريم الانصاري ، وهو شيخ من شيوخ شعبة بن الحجاج الذي يلقّبونه بأمير المؤمنين في الحديث ، ويقولون بترجمته إنّه لا يروي إلاّ عن ثقة ، وشعبة بن الحجاج كان يثني على عبد الغفار بن القاسم الذي هو شيخه ، لكن المتأخرين من الرجاليين يقدحون في عبد الغفار ، لانّه كان يذكر بلايا عثمان ، أي كان يتكلّم في عثمان ، أو يروي بعض مطاعنه ، ولذا نرى في ميزان الاعتدال عندما يذكره الذهبي يقول : رافضي .
فإذا عرفنا وجه تضعيف هذا الرجل وهو التشيع ، أو نقل بعض قضايا عثمان ، إذا عرفنا هذا السبب للجرح ، فقد نصّ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري في شرح البخاري على أنّ التشيع بل الرفض لا يضر بالوثاقة ، هذا نص عبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة شرح البخاري .
فإذن ، هذا الرجل لا مطعن فيه ولا مورد للجرح ، إلاّ أنّه يروي بعض مطاعن عثمان ، لكن شعبة تلميذه يروي عنه ويثني عليه ، وشعبة أمير المؤمنين عندهم في الحديث . فهذا عبد الغفار بن القاسم .
والمنهال بن عمرو ، من رجال صحيح البخاري ، والصحاح الاربعة الاُخرى فهو من رجال الصحاح ما عدا صحيح مسلم(من رجال البخاري والاربعة ، تقريب التهذيب 2 / 278) .
وأمّا عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، فهذا من رجال الصحاح الستّة كلّها(تقريب التهذيب 1 / 408) .
عن عبدالله بن العباس .
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) .
فالسند في نظرنا معتبر ، وعلى ضوء كلمات علمائهم في الجرح والتعديل ، إلاّ عبد الغفار بن القاسم ، الذي ذكرنا وجه الطعن فيه والسبب في جرح هذا الرجل ، وهذا السبب ليس بمضر بوثاقته ، استناداً إلى تصريح الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري(مقدمة فتح الباري : 382 ، 398 ، 410) .
كما ان الكثير من اكابر علماء اهل السنة فنذكر :
فنذكر :
1- يقول الحافظ الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد بعد أن يرويه عن أحمد بن حنبل يقول : رواه أحمد ورجاله ثقات.
2- ويقول بعد أن يرويه بسند آخر عن بعض كبار علمائهم من أحمد وغير أحمد يقول : رجال أحمد وأحد إسنادي البزّار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة(2) .
3- اخرجه الضياء المقدسي في مختاره وهو اشترط ان لا يخرج في كتابه هذا الا ما صح سنده .
4- ذكر المتقي الهندي صاحب كنز العمال : أنّ الطبري محمّد بن جرير قد صحّح هذا الحديث .
5- كما صحّحه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس في حديث طويل ، ووافقه على التصحيح الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك .
6- نصّ على صحّة هذا الحديث الشهاب الخفاجي في شرحه على الشفاء للقاضي عياض.
7- إبن كثير (مع تعصبه الأموي) إعترف بأصل قصة حديث الدار, فقد أورد الأسانيد ولــم ينكر أو يضعّف هذه الروايات . بل قـــــال تعقيبا (وإعترافا) :
"ومعنى قوله في هذا الحديث : من يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي يعني : إذا مت، وكأنه (صلى الله عليه وسلم) خشي إذا قام بإبلاغ الرسالة إلى مشركي العرب أن يقتلوه، فاستوثق من يقوم بعده بما يصلح أهله، ويقضي عنه ."
8- نقل المتقي الهندي تصحيحه عن الطحاوي (كنز العمال 13: 128 ح36408(

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق