السبت، 11 مايو 2013

حديث الدار القسم الثالث : من طعن في صحة الحديث

بسم الله الر حمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد
نبارك لكم حلول شهر الله شهر رجب الاصب ومولد خامس الانوار الامام محمد الباقر صلوات الله عليه .
نكمل سلسلة حديث الدار وهذا القسم في من طعن في الحديث من علماء اهل السنة فنذكر منهم :
1- الفضل ابن روزبهان حيث قال : إنّ كلمة خليفتي التي هي مورد الاستدلال غير موجودة في مسند أحمد ، وهي من إلحاقات الرافضة (دلائل الصدق 2 / 359) .
وواقع الحال ان الفضل بن روزبهان اعماه التعصب وألجأه الى الكذب والتزوير وادعى ان كلمة خليفتي ليست في مسند احمد وواقع الحال انها موجودة في مسند احمد في الجزء الاول صفحة 111 .
2- ابن تيميّة قال : هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث ، فما من عالم يعرف الحديث إلاّ وهو يعلم أنّه كذب موضوع ، ولهذا لم يروه أحد منهم في الكتب التي يرجع إليها في المنقولات ، لانّ أدنى من له معرفة بالحديث يعلم أنّ هذا كذب(منهاج السنّة 7 / 302) . 
وبهذا نص ابن تيمية على عدم دراية وموثوقية الكثير من علماء الخلف الذين اخرجوا الحديث مثل الامام احمد والحاكم وووووو.
ودمتم بخير وسلام .

حديث الدار القسم الثاني : سند الحديث ومن قال بصحته من علماء السنة

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واظهر حقهم وادحض باطل اعدائهم واجعلنا من الدعاة لهم يا رب العالمين .
بعد ان اوردنا متن من كتاب السيرة لابن اسحاق نذكر هنا مستوى السند لهذه الرواية في ابن اسحاق .
لنرى سند هذا الحديث من طريق سيرة ابن اسحاق :
محمّد بن إسحاق يروي هذا الخبر عن عبد الغفار بن القاسم ، وهو أبو مريم الانصاري ، وهو شيخ من شيوخ شعبة بن الحجاج الذي يلقّبونه بأمير المؤمنين في الحديث ، ويقولون بترجمته إنّه لا يروي إلاّ عن ثقة ، وشعبة بن الحجاج كان يثني على عبد الغفار بن القاسم الذي هو شيخه ، لكن المتأخرين من الرجاليين يقدحون في عبد الغفار ، لانّه كان يذكر بلايا عثمان ، أي كان يتكلّم في عثمان ، أو يروي بعض مطاعنه ، ولذا نرى في ميزان الاعتدال عندما يذكره الذهبي يقول : رافضي .
فإذا عرفنا وجه تضعيف هذا الرجل وهو التشيع ، أو نقل بعض قضايا عثمان ، إذا عرفنا هذا السبب للجرح ، فقد نصّ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري في شرح البخاري على أنّ التشيع بل الرفض لا يضر بالوثاقة ، هذا نص عبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة شرح البخاري .
فإذن ، هذا الرجل لا مطعن فيه ولا مورد للجرح ، إلاّ أنّه يروي بعض مطاعن عثمان ، لكن شعبة تلميذه يروي عنه ويثني عليه ، وشعبة أمير المؤمنين عندهم في الحديث . فهذا عبد الغفار بن القاسم .
والمنهال بن عمرو ، من رجال صحيح البخاري ، والصحاح الاربعة الاُخرى فهو من رجال الصحاح ما عدا صحيح مسلم(من رجال البخاري والاربعة ، تقريب التهذيب 2 / 278) .
وأمّا عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، فهذا من رجال الصحاح الستّة كلّها(تقريب التهذيب 1 / 408) .
عن عبدالله بن العباس .
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) .
فالسند في نظرنا معتبر ، وعلى ضوء كلمات علمائهم في الجرح والتعديل ، إلاّ عبد الغفار بن القاسم ، الذي ذكرنا وجه الطعن فيه والسبب في جرح هذا الرجل ، وهذا السبب ليس بمضر بوثاقته ، استناداً إلى تصريح الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري(مقدمة فتح الباري : 382 ، 398 ، 410) .
كما ان الكثير من اكابر علماء اهل السنة فنذكر :
فنذكر :
1- يقول الحافظ الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد بعد أن يرويه عن أحمد بن حنبل يقول : رواه أحمد ورجاله ثقات.
2- ويقول بعد أن يرويه بسند آخر عن بعض كبار علمائهم من أحمد وغير أحمد يقول : رجال أحمد وأحد إسنادي البزّار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة(2) .
3- اخرجه الضياء المقدسي في مختاره وهو اشترط ان لا يخرج في كتابه هذا الا ما صح سنده .
4- ذكر المتقي الهندي صاحب كنز العمال : أنّ الطبري محمّد بن جرير قد صحّح هذا الحديث .
5- كما صحّحه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس في حديث طويل ، ووافقه على التصحيح الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك .
6- نصّ على صحّة هذا الحديث الشهاب الخفاجي في شرحه على الشفاء للقاضي عياض.
7- إبن كثير (مع تعصبه الأموي) إعترف بأصل قصة حديث الدار, فقد أورد الأسانيد ولــم ينكر أو يضعّف هذه الروايات . بل قـــــال تعقيبا (وإعترافا) :
"ومعنى قوله في هذا الحديث : من يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي يعني : إذا مت، وكأنه (صلى الله عليه وسلم) خشي إذا قام بإبلاغ الرسالة إلى مشركي العرب أن يقتلوه، فاستوثق من يقوم بعده بما يصلح أهله، ويقضي عنه ."
8- نقل المتقي الهندي تصحيحه عن الطحاوي (كنز العمال 13: 128 ح36408(

حديث الدار , القسم الاول : متن الحديث

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واظهر حقهم وادحض باطل اعدائهم واجعلنا من الدعاة لهم يا رب العالمين .
من الاحاديث والادلة القاطعة والمحورية الدالة على خلافة اهل البيت ع حديث الدار وقد بحثت فيه فوجدت ان هناك الكثير مما يفيد المؤمنين من الحجج والحقائق .
ولهذا الحديث العديد من الطرق المختلفة احصا منها بعض علمائنا سبعة طرق واخرجه العشرات من علماء الجمهور في مصادرهم .
القسم الاول حول المتن لهذا الحديث واخترته من اقدم مصدر وهو سيرة ابن اسحاق :
متن الحديث : 
ما اخرجه محمد بن اسحاق في سيرته :
روى محمّد بن إسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن عبدالله بن عباس ، عن علي بن أبي طالب قال :
لمّا نزلت هذه الاية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : يا علي ، إنّ الله يأمرني أن أُنذر عشيرتي الاقربين ، فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أنّي متى أُباديهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره ، فصمتُّ عليها ، حتّى جاءني جبرئيل فقال لي : يا محمّد إلاّ تفعل ما تؤمر يعذّبك ربّك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رِجل شاة ، واملا لنا عسّاً من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطّلب حتّى أُبلّغهم ما أُمرت به .
ففعلت ما أمرني به ، ثمّ دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلاً ، يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب .
فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته ، فجئتهم به ، فلمّا وضعته ، تناول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جذبة من اللحم ، فشقّها بأسنانه ، ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة ، ثمّ قال : خذوا باسم الله ، فأكل القوم حتّى ما لهم بشيء حاجة ، وأيم الله أنْ كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم .
ثمّ قال : إسقِ القوم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا جميعاً ، وأيم الله أنْ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله .
فلمّا أراد رسول الله أن يكلّمهم بدره أبو لهب فقال : سحركم صاحبكم ، فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
فقال في الغد : يا علي ، إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرّق القوم قبل أنْ أُكلّمهم ، فأعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثمّ اجمعهم ، ففعلت ثمّ جمعت ، فدعاني بالطعام فقرّبته ، ففعل كما فعل بالامس ، فأكلوا وشربوا ، ثمّ تكلّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال :
يا بني عبد المطّلب ، إنّي قد جئتكم بخيري الدنيا والاخرة ، وقد أمرني الله تعالى أنْ أدعوكم إليه ، فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟
فأحجم القوم عنها جميعاً .
فقلت وأنا أحدثهم سنّاً : يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه .
قال : فأخذ برقبتي وقال : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا .
فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد أمرك أنْ تسمع لعلي وتطيع...

((معالم التنزيل 4/278 ـ 279 ـ طبعة دارالفكر ـ بيروت ـ 1405 هـ))