السبت، 2 أكتوبر 2010

عن ابن عباس قال : قال النبي (ص) : " لا ترتدوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " (1) ، وكذلك قوله (ص) " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " (2) .

فهل يمكن الجزم بناءا على ما قاله (ص) بأن طلحة والزبير وعائشة ومعاوية وعلي عليه السلام ارتدوا وكفروا لأنهم تقاتلوا ؟ وهل نحكم بكفر من يؤمن بصحة هذه الرواية ؟

أم يجب تأويل كلمة الارتداد وكلمة الكفر الواردة في أحاديث الباب المذكور في صحيح البخاري إلى الكفر بالحق لا الكفر بالشهادتين .

ولاحظ في ذلك ما ذكره ابن تيمية في ( مجموعة الفتاوى ) من قول محمد بن نصر : " وقالت طائفة أخرى من أصحاب الحديث بمثل مقالة هؤلاء إلا أنهم سموه مسلما لخروجه من ملل الكفر ولإقراره بالله وبما قال ولم يسموه مؤمنا ، وزعموا أنهم مع تسميتهم إياه بالإسلام كافر ، لا كافر بالله ولكن كافر من طريق العمل وقالوا كفر لا ينقل عن الملة … فأما قول من احتج علينا فزعم أنا إذا سميناه كافرا لزمنا أن يحكم عليه بحكم الكافرين بالله فنستتيبه ونبطل الحدود عنه … فإنا لم نذهب في ذلك حيث ذهبوا … فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان الكفر بالله وبما قال وترك التصديق به وله ، وضد الإيمان الذي هو عمل وليس هو إقرار كفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملة " (3) .

وقد صرح ابن حجر بذلك في ( فتح الباري ) قائلا : 
" قوله ( لا ترجعوا بعدي كفارا ) جملة ما فيه من الأقوال ثمانية أحدها قول الخوارج إنه على ظاهره ، ثانيها هو في المستحلين ، ثالثها المعنى كفارا بحرمة الدماء وحرمة المسلمين وحقوق الدين ، رابعها تفعلون فعل الكفار في قتل بعضهم بعضا ، خامسها لابسين السلاح يقال كفر درعه إذا لبس فوقها ثوبا ، سادسها كفاراً بنعمة الله ، سابعها المراد الزجر عن الفعل وليس ظاهره مرادا ، ثامنها لا يكفر بعضكم بعضا كأن يقول أحد الفريقين للآخر يا كافر فيكفر أحدهما ، ثم وجدت تسعا وعاشرا ذكرتهما في كتاب الفتن " (4) .

وقال في موضع آخر من ( الفتح ) : " قوله ( كفارا ) تقدم بيان المراد به في أوائل كتاب الديات وجملة الأقوال فيه ثمانية ، ثم وقفت على تاسع وهو أن المراد ستر الحق والكفر لغة الستر لأن حق المسلم على المسلم أن ينصره ويعينه ، فلما قاتله كأنه غطى على حقه الثابت له عليه ، وعاشر وهو أن الفعل المذكور يفضي إلى الكفر لأن من اعتاد الهجوم على كبار المعاصي جره شؤم ذلك إلى أشد منها فيخشى أن لا يختم له بخاتمة الإسلام " (5) .

وإذا غضضنا عن ذلك كله فبأي دليل يقال أن من يعتقد بانقلاب الصحابة على أعقابهم من صريح الكفر مع تصريح القرآن بهذا الاحتمال في قوله تعالى ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (6) ؟

وإخبار الرسول (ص) بوقوع ذلك منهم فعلا كما في صحيح البخاري كتاب المناقب باب قول الله تعالى ( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) عن ابن عباس (رض) عن النبي (ص) : " … وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم … " (7) ، أليس من يؤمن بالنصين السابقين يجب أن يعتقد بأن هناك من الصحابة من ارتد !!

================================

(1) صحيح البخاري - ج9 ص63
(2) نفس المصدر السابق 
(3) مجموعة الفتاوى - ج7 ص202 
(4) فتح الباري - ج12 ص194
(5) نفس المصدر السابق - ج13 ص27
(6) آل عمران : 144
(7) صحيح البخاري - ج4 ص169

النبي واله في مكان واحد

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم

من مقاييس التفاضل بين الصحابة ما ورد في حقهم من الكلمات التي نطق بها الرسول الاعظم ص .
وهذه الفضيلة صريحة في علوا منزلة اهل الكساء ع ومكانتهم القريبة من الرسول ص والتي تجعل اتباعهم اولى واوجب من اتباع غيرهم من الصحابة الذين لم ينالوا عشر هذه المنزلة :

1 - عن علي ع :دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن والحسين فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرت فجاء الحسن فنحاه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة كأنه أحبهما إليك يا رسول الله قال لا ولكنه استسقى قبله ثم قال إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/172
خلاصة حكم المحدث: [فيه] قيس بن الربيع وهو مختلف فيه وبقية رجاله ثقات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
2 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة ذات يوم وعلي نائم وهي مضطجعة وابناهما إلى جنبهما فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقحة لهم فحلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به فاستيقظ الحسين فجعل يعالج أن يشرب قبله حتى بكى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخاك استسقى قبلك فقالت فاطمة كأن الحسن آثر عندك فقال ما هو بآثر عندي منه وإنهما عندي بمنزلة واحدة وإني وإياك وهما وهذا النائم لفي مكان واحد يوم القيامة
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/174
خلاصة حكم المحدث: فيه كثير بن يحيى وهو ضعيف ووثقه ابن حبان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
3 - دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن أو الحسين قال : فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بكر فحلبها فدرت فجاءه الحسن فنحاه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة : يا رسول الله كأنه أحبهما إليك قال : لا ولكنه استسقى قبله ثم قال : إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/128
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
4 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة ذات يوم وعلي نائم وهي مضطجعة وأبناؤها إلى جنبها فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقحة فحلب لهم فأتى به فاستيقظ الحسين فجعل يعالج أن يشرب قبله حتى بكى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخاك استسقى قبلك فقالت فاطمة إن الحسن آثر عندك فقال ما هو بآثر عندي منه وإنما هما عنتدي بمنزلة واحدة وإني وإياك . .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/944.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
[6654]وعن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: " زارنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبات عندنا والحسن والحسين نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قربة فجعل يعتصرها في القدح ثم جاء يسقيه فتناول الحسين يشرب فمنعه وبدأ بالحسن فقالت فاطمة- رضي الله عنها-: كأنه أحبهما إليك! قال: لا ولكنه استسقى أول مرة. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني وإياك وهذين- قال: وأحسبه قال: وهذا لراقد. يعني: عليًّا- يوم القيامة في مكان واحد".
رواه أبو داود الطيالسي وأبو يعلى الموصلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ الأَزْرَقِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ :
(( دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى الْمَنَامَةِ ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ ، أَوِ الْحُسَيْنُ ، قَالَ : فَقَامَ النَّبِيُّ ( إِلَى شَاةٍ لَنَا بَكِيءٍ ، فَحَلَبَهَا فَدَرَّتْ ، فَجَاءَهُ الْحَسَنُ ، فَنَحَّاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قَبْلَهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي ، وَإِيَّاكِ ، وَهَذَيْنِ ، وَهَذَا الرَّاقِدُ ، فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
أخرجه أحمد 1/101 (792) قال : حدَّثنا عَفَّان ، حدَّثنا مُعَاذ بن مُعَاذ ، حدَّثنا قَيْس بن الرَّبِيع ، عن أَبي المِقْدَام ، عن عَبْد الرَّحمان الأَزْرَق ، فذكره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
6333 - حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي فاختة ، قال : قال علي رضي الله عنه : زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبات عندنا ، والحسن والحسين نائمان ، فاستسقى الحسن ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قربة لنا ، فجعل يعصرها في القدح ، ثم جاء يسقيه ، فتناوله الحسين ليشرب ، فمنعه ، وبدأ بالحسن ، فقالت : يا رسول الله ، كأنه أحبهما إليك ، قال : « لا ، ولكنه استسقى أول مرة » ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إني وإياك وهذين » وأحسبه قال : « وهذا الراقد ، يعني عليا ، يوم القيامة في مكان واحد » عليهم السلام.
رواه من حديث عبد الملك الذماري ، عن هشام ، عن محمد بن عمارة ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي فاختة ، وأسقط عليا.
رواه ابو نعيم في معرفة الصحابة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
2622 - حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه : عن أبي فاختة قال قال علي رضي الله عنه : زارنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وبات عندنا و الحسن و الحسين نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جاء يسقيه فناول الحسن فتناول الحسين ليشرب فمنعه وبدأ بالحسن فقالت فاطمة : يا رسول الله كأنه أحبهما إليك قال : إنه استسقى أول مرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني وهذين - وأحسبه قال - وهذا الراقد - يعني عليا - يوم القيامة في مكان واحد .
( المعجم الكبير للطبراني)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِى الْمِقْدَامِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْرَقِ، عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى الْمَنَامَةِ فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ وَِالْحُسَيْنُ، فَقَامَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَاةٍ لَنَا بِكْى فَحَلَبَهَا فَدَرَّتْ، فَجَاءَهُ الْحَسَنُ فَنَحَّاهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ قَالَ: لاَ وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قَبْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّى وَإِيَّاكِ وَهَذَيْنِ وَهَذَا الرَّاقِدَ فِى مَكَانٍ وَاحِدٍ.
(زوائد المسند)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
779ـ حَدَّثَنَا وَهُوَ الصُّوفِيُّ ، أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ نِيَامٌ فِي لِحَافٍ أَوْ فِي شِعَارٍ ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى إِنَاءٍ لَنَا فَصَبَّ فِي الْقَدَحِ ، فَجَاءَ بِهِ ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ الْحُسَيْنُ ، فَقَالَ بِيَدِهِ ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ : كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : إِنَّهُ اسْتَسْقَى قَبْلَهُ ، وَإِنِّي وَإِيَّاكَ وَهَذَيْنِ وَهَذَا الرَّاقِدَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ ، إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
اخرجه البزار في مسنده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
41810- عن أبى سعيد : أن النبى - صلى الله عليه وسلم - دخل على ابنته فاطمة وابناها إلى جانبها فاستسقى الحسن فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال يشرب أخوك ثم تشرب فقالت فاطمة كأنه آثر عندك منه قال ما هو بآثر عندى منه وإنهما عندى بمنزلة واحدة وإنك وهما وهذا المضطجع معى فى مكان واحد يوم القيامة (ابن عساكر) [كنز العمال 37625]
أخرجه ابن عساكر (13 224) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1322 - حدثنا الحسن بن علي ثنا عفان ثنا معاذ بن معاذ ثنا قيس بن الربيع ثنا أبو المقدام عن عبد الرحمن الأزرقي عن علي قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على منامه فاستسقى الحسن والحسين فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
أني وإياك يعني فاطمة وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33420- عن على قال : زارنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبات عندنا والحسن والحسين نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قربة لنا فجعل يمصرها فى القدح وفى لفظ فقام إلى شاة لنا فحلبها فدرت ثم جاء يسقيه فناول الحسن فتناول الحسين ليشرب فمنعه وفى لفظ فأهوى بيده إلى الحسين وبدأ بالحسن فقالت فاطمة يا رسول الله كأنه أحبهما إليك قال لا ولكنه استسقى أول مرة ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وإياك وهذين وهذا الراقد يعنى عليا يوم القيامة فى مكان واحد (الطيالسى ، وأحمد ، وأبو يعلى ، وابن أبى عاصم فى السنة ، والطبرانى ، والخطيب فى المتفق والمفترق ، وابن النجار) [كنز العمال 17615]
أخرجه الطيالسى (1/26 ، رقم 190) ، وأحمد (1/101 ، رقم 792) ، وأبو يعلى (1/393 ، رقم 510) ، وابن أبى عاصم فى السنة (2/598 ، رقم 1322) ، والطبرانى (3/40 ، رقم 2622) .

ارتداد الصحابة

عن ابن عباس قال : قال النبي (ص) : " لا ترتدوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " (1) ، وكذلك قوله (ص) " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " (2) .

فهل يمكن الجزم بناءا على ما قاله (ص) بأن طلحة والزبير وعائشة ومعاوية وعلي عليه السلام ارتدوا وكفروا لأنهم تقاتلوا ؟ وهل نحكم بكفر من يؤمن بصحة هذه الرواية ؟

أم يجب تأويل كلمة الارتداد وكلمة الكفر الواردة في أحاديث الباب المذكور في صحيح البخاري إلى الكفر بالحق لا الكفر بالشهادتين .

ولاحظ في ذلك ما ذكره ابن تيمية في ( مجموعة الفتاوى ) من قول محمد بن نصر : " وقالت طائفة أخرى من أصحاب الحديث بمثل مقالة هؤلاء إلا أنهم سموه مسلما لخروجه من ملل الكفر ولإقراره بالله وبما قال ولم يسموه مؤمنا ، وزعموا أنهم مع تسميتهم إياه بالإسلام كافر ، لا كافر بالله ولكن كافر من طريق العمل وقالوا كفر لا ينقل عن الملة … فأما قول من احتج علينا فزعم أنا إذا سميناه كافرا لزمنا أن يحكم عليه بحكم الكافرين بالله فنستتيبه ونبطل الحدود عنه … فإنا لم نذهب في ذلك حيث ذهبوا … فضد الإقرار والتصديق الذي هو أصل الإيمان الكفر بالله وبما قال وترك التصديق به وله ، وضد الإيمان الذي هو عمل وليس هو إقرار كفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملة " (3) .

وقد صرح ابن حجر بذلك في ( فتح الباري ) قائلا : 
" قوله ( لا ترجعوا بعدي كفارا ) جملة ما فيه من الأقوال ثمانية أحدها قول الخوارج إنه على ظاهره ، ثانيها هو في المستحلين ، ثالثها المعنى كفارا بحرمة الدماء وحرمة المسلمين وحقوق الدين ، رابعها تفعلون فعل الكفار في قتل بعضهم بعضا ، خامسها لابسين السلاح يقال كفر درعه إذا لبس فوقها ثوبا ، سادسها كفاراً بنعمة الله ، سابعها المراد الزجر عن الفعل وليس ظاهره مرادا ، ثامنها لا يكفر بعضكم بعضا كأن يقول أحد الفريقين للآخر يا كافر فيكفر أحدهما ، ثم وجدت تسعا وعاشرا ذكرتهما في كتاب الفتن " (4) .

وقال في موضع آخر من ( الفتح ) : " قوله ( كفارا ) تقدم بيان المراد به في أوائل كتاب الديات وجملة الأقوال فيه ثمانية ، ثم وقفت على تاسع وهو أن المراد ستر الحق والكفر لغة الستر لأن حق المسلم على المسلم أن ينصره ويعينه ، فلما قاتله كأنه غطى على حقه الثابت له عليه ، وعاشر وهو أن الفعل المذكور يفضي إلى الكفر لأن من اعتاد الهجوم على كبار المعاصي جره شؤم ذلك إلى أشد منها فيخشى أن لا يختم له بخاتمة الإسلام " (5) .

وإذا غضضنا عن ذلك كله فبأي دليل يقال أن من يعتقد بانقلاب الصحابة على أعقابهم من صريح الكفر مع تصريح القرآن بهذا الاحتمال في قوله تعالى ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (6) ؟

وإخبار الرسول (ص) بوقوع ذلك منهم فعلا كما في صحيح البخاري كتاب المناقب باب قول الله تعالى ( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) عن ابن عباس (رض) عن النبي (ص) : " … وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم … " (7) ، أليس من يؤمن بالنصين السابقين يجب أن يعتقد بأن هناك من الصحابة من ارتد !!

================================

(1) صحيح البخاري - ج9 ص63
(2) نفس المصدر السابق 
(3) مجموعة الفتاوى - ج7 ص202 
(4) فتح الباري - ج12 ص194
(5) نفس المصدر السابق - ج13 ص27
(6) آل عمران : 144
(7) صحيح البخاري - ج4 ص169

النفاق

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم

من الامور الشائعة بين الصحابة نقلة الرسالة مسالة النفاق والقران صرح بها في قوله ((وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة : 101]))
والسنة النبوية كان لها حظ وافر في التنديد بالمنافقين رغم محاولات السلف عدم ذكر اسمائهم لحفظ ماء الوجوه :
فقد اخرج البخاري :َقَالَ ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ .
وفي احياء علوم الدين للغزالي :
لقد كان عمر رضي الله عنه يبالغ في تفتيش قلبه حتى كان يسأل حذيفة رضي الله عنه أنه هل يعرف به من آثار النفاق شيئا إذ كان قد خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلم المنافقين .
وأخرج مسلم من حديث حذيفة في أصحابي اثنا عشر منافقا تمامه لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط الحديث.
واخرج البخاري عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - كَانُوا يَوْمَئِذٍ يُسِرُّونَ وَالْيَوْمَ يَجْهَرُونَ .
وفي دلائل النبوة للبيهقي : قال رسول الله ص : « أيها الناس ، إن منكم منافقين ، فمن سميت فليقم ، قم يا فلان ، قم يا فلان » ، حتى عد ستة وثلاثين.
فهل يستقيم دين هؤلاء من بين نقلته ؟؟؟؟

الارهاب في البخاري

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم
رمضان كريم عليكم يا موالين تقبل الله طاعاتكم ووفقتم لكل خير بمحمد واله الاطهار.
بدا اقراء هذا الحديث في صحيح البخاري:
3470- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى عَدِىٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِى الصِّدِّيقِ النَّاجِىِّ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « كَانَ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ ، فَأَتَى رَاهِبًا فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ لاَ . فَقَتَلَهُ ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا . فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِى . وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِى . وَقَالَ قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا . فَوُجِدَ إِلَى هَذِهِ أَقْرَبُ بِشِبْرٍ ، فَغُفِرَ لَهُ » . 
اليس هذا الحديث فيه تبرير للاسراف في القتل .
رجل قتل 100 نفس ثم تاب الله تعالى عليه بشبر من القرب ماهذه المهزلة ؟؟؟
هل يلام من فجر السيارات المفخخة على المسلمين في العراق وغيره من دول المسلمين وهو يعتقد ان الله تعالى قطعا سيتوب عليه اذا قتل عشرة او عشرين او اكثر ؟؟
خصوصا اذا كانوا كفرة روافض!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم
نظرية تعيين ولي الامر في القران نظرية عميقة تؤيدها الكثير من الايات ,
وفي هذا البحث الصغير ساحاول ان اخوض في هذه النظرية لانها عماد المذهب الامامي الاثنى عشري على عكس نظرية الشورى التي تبنتها مدرسة السقيفة .
في البداية لابد ان نعرف ماهية الامر لنعرف من هم اوليائه .
القران فسر الامر في الكثير من اياته بالكون باسره وذلك واضح وجلي من سياق الايات التالية :
1- ((وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ [الأنعام : 8]))
2- ((قل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ [الأنعام : 58]))
3- ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54]))
4- ((ِانَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس : 3]))
فنلاحظ ان الله تعالى قصد بالامر كل الكون الذي يدبره .
ولكن الله تعالى جعل على الكون اولياء يديرون شؤونه واعطى لكل منهم درجة من المسؤولية تتفاوت حسب مكانة كل منهم .
فمثلا الانبياء مسؤوليتهم الادارية اكبر واعم وتختلف من نبي الى اخر, والملائكة تتباين درجات مسؤوليتهم فمنهم من كلفه الله تعالى بالوساطة مابينه وبين رسله واوليائه ومنهم من مكلف بمهام ادارية خاصة مثل مهمة ميكال ع ومنهم من مهمته العبادة فقط الخ .
وكل اولياء الامر نلاحظ ان تعيينهم من الله لكي تكون لهم الامكانية على ادارة الكون (الامر).
وهذا نستشفه من الاية التي تقول :
((يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ......))(ال عمران 154)
وهي دليل على ان البشر ليس لهم من الامر من شيء بل ان تولي تعيين اولي الامر كله بيد الله تعالى واعطاهم صلاحيات ادارية واسعة لرعاية شؤون البشر بشكل خاص والكون بشكل عام وهذا واضح من قوله تعالى :
َ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59])).
فلابد من خلال اتحاد موجب الطاعة بين الله ورسوله واولي الامر ان نجزم ا ن اولي الامر هم بشر بمواصفات كمالية عالية تشابه مواصفات الرسول ص الا في منزلة النبوة وهو ما نص عليه الرسول الخاتم ص في حديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث الائمة اثنى عشر.
وبعد كل هذا نلاحظ ان هذا الامر لم يدعه احد من الناس الا الائمة الهداة من ال محمد ص وانهم اولي الامر وهو واضح كل الوضوح من خلال دراسة سيرة حياتهم ورؤية الامكانيات التي وهبها الله تعالى لهم .

الامر واولياءه في القران

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم
نظرية تعيين ولي الامر في القران نظرية عميقة تؤيدها الكثير من الايات ,
وفي هذا البحث الصغير ساحاول ان اخوض في هذه النظرية لانها عماد المذهب الامامي الاثنى عشري على عكس نظرية الشورى التي تبنتها مدرسة السقيفة .
في البداية لابد ان نعرف ماهية الامر لنعرف من هم اوليائه .
القران فسر الامر في الكثير من اياته بالكون باسره وذلك واضح وجلي من سياق الايات التالية :
1- ((وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ [الأنعام : 8]))
2- ((قل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ [الأنعام : 58]))
3- ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54]))
4- ((ِانَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس : 3]))
فنلاحظ ان الله تعالى قصد بالامر كل الكون الذي يدبره .
ولكن الله تعالى جعل على الكون اولياء يديرون شؤونه واعطى لكل منهم درجة من المسؤولية تتفاوت حسب مكانة كل منهم .
فمثلا الانبياء مسؤوليتهم الادارية اكبر واعم وتختلف من نبي الى اخر, والملائكة تتباين درجات مسؤوليتهم فمنهم من كلفه الله تعالى بالوساطة مابينه وبين رسله واوليائه ومنهم من مكلف بمهام ادارية خاصة مثل مهمة ميكال ع ومنهم من مهمته العبادة فقط الخ .
وكل اولياء الامر نلاحظ ان تعيينهم من الله لكي تكون لهم الامكانية على ادارة الكون (الامر).
وهذا نستشفه من الاية التي تقول :
((يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ......))(ال عمران 154)
وهي دليل على ان البشر ليس لهم من الامر من شيء بل ان تولي تعيين اولي الامر كله بيد الله تعالى واعطاهم صلاحيات ادارية واسعة لرعاية شؤون البشر بشكل خاص والكون بشكل عام وهذا واضح من قوله تعالى :
َ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59])).
فلابد من خلال اتحاد موجب الطاعة بين الله ورسوله واولي الامر ان نجزم ا ن اولي الامر هم بشر بمواصفات كمالية عالية تشابه مواصفات الرسول ص الا في منزلة النبوة وهو ما نص عليه الرسول الخاتم ص في حديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث الائمة اثنى عشر.
وبعد كل هذا نلاحظ ان هذا الامر لم يدعه احد من الناس الا الائمة الهداة من ال محمد ص وانهم اولي الامر وهو واضح كل الوضوح من خلال دراسة سيرة حياتهم ورؤية الامكانيات التي وهبها الله تعالى لهم .

البخاري وام المؤمنين خديجة ع

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم

عظم الله اجوركم يا موالين بذكرى رحيل ام المؤمنين خديجة عليها السلام حبيبة رسول الله ص .
وانا ابحث في فضائلها ع وجدت موقف غير مشرف للبخاري معها وهو بتره لحديث يدل لى ظيم فضلها وهو :
عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتِ اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاعَ لِذَلِكَ ، فَقَالَ « اللَّهُمَّ هَالَةَ » . قَالَتْ فَغِرْتُ فَقُلْتُ مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ ، هَلَكَتْ فِى الدَّهْرِ ، قَدْ ، أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا.
الى هنا نقل البخاري وبتر ما تبقى من الرواية مع العلم ان اغلب المحدثين نقلها وهي :
((قَالَتْ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيُّرًا لَمْ أَرَهُ تَغَيَّرَ عِنْدَ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ أَوْ عِنْدَ الْمَخِيلَةِ حَتَّى يَعْلَمَ رَحْمَةٌ أَوْ عَذَابٌ مسند أحمد: 25251))
فلماذا هذا الانحياز.

النبي لا يعدل عند الصحابة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم
من مساويء الصحابة مع النبي ص ما ذكره الشيخان في اسباب نزول قوله تعالى (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) )) حيث ذكرى بالفاظ متشابهة :
2360 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ - رضى الله عنهما - أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فِى شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِى يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ فَأَبَى عَلَيْهِ ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِلزُّبَيْرِ « اسْقِ يَا زُبَيْرُ ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاء إِلَى جَارِكَ » . فَغَضِبَ الأَنْصَارِىُّ ، فَقَالَ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ . فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ « اسْقِ يَا زُبَيْرُ ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ » . فَقَالَ الزُّبَيْرُ وَاللَّهِ إِنِّى لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِى ذَلِكَ ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) .
وقريب من نفس الموضوع ما رواه البخاري عن ابي سعيد الخدري قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ - وَهْوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ . فَقَالَ « وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ » .
هذه ماذج من نظر بعض الاصحاب للرسول الخاتم ص .

الصحابة والغيبة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم
الغيبة من الكبائر وذم القران عليها والسنة كذلك لكن هل تعلم انها كانتشائعة بين الصحابة ؟؟؟
هه جملة من اروايات التي تبين ذلك :
نقل السيوطي في الدر المنثور تفسير قوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) 

أخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والخرائطي في مساوىء الأخلاق وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان « عن عائشة قالت : لا يغتب بعضكم بعضاً فإني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت امرأة طويلة الذيل ، فقلت يا رسول الله : إنها الطويلة الذيل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الفظي فلفظت بضعة لحم » .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم « أنه لحق قوماً فقال لهم : تخللوا ، فقال القوم والله يا نبي الله ما طعمنا اليوم طعاماً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله : إني لأرى لحم فلان بين ثناياكم ، وكانوا قد اغتابوه » .
وأخرج الضياء المقدسي في المختارة عن أنس قال : « كانت العرب يخدم بعضها بعضاً في الأسفار وكان مع أبي بكر وعمر رجل يخدمها فناما فاستيقظا ولم يهيء لهما طعاماً فقالا إن هذا لنؤوم فأيقظاه ، فقالا : إئتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقل له : إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام ويستأذناك ، فقال : إنهما إئتدما فجاءاه ، فقالا يا رسول الله : بأي شيء إئتدمنا؟ قال : بلحم أخيكما ، والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين ثناياكما ، فقالا : إستغفر لنا يا رسول الله . قال : مراه فليستغفر لكما » 

الرافضة احب القابنا

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم

من النبز المحمودة عندنا نبز الرافضة والحقيقة ان المخالفين يعتقدون اننا نبغض هذا الاسم وحقيقة الحال هي العكس .
فهذه الرواية تبين حقيقة هذا الاسم :
ورد في رسالة فضائل الشيعة للشيخ الصدوق والاختصاص للشيخ المفيد:
عن الصادق ع في حديث طويل ناخذ موضع الحاجة منه :-
((قال لا و الله ما هم سموكم به بل إن الله سماكم به أ ما علمت يا أبا محمد أن سبعين رجلا من بني إسرائيل رفضوا فرعون إذ استبان لهم ضلالته و لحقوا بموسى إذ استبان لهم هداه فسموا في عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا فرعون و كانوا أشد ذلك العسكر عبادة و أشدهم حبا لموسى و هارون و ذريتهما فأوحى الله إلى موسى أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني سميتهم به و نحلتهم إياه فأثبت موسى الاسم لهم ثم ادخر الله هذا الاسم حتى نحلكموه يا أبا محمد رفضوا الخير و رفضتم الشر بالخير تفرق الناس كل فرقة فاستشعبوا كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم محمد(صلى الله عليه وآله وسلّم) و سلم فذهبتم حيث ذهب الله و اخترتم من اختار الله و أردتم من أراد الله فأبشروا ثم أبشروا فأنتم و الله المرحومون المتقبل من محسنكم المجاوز عن مسيئكم من لم يأت الله بما أنتم عليه لم يعني بذلك عليا و شيعته.....))
هذه نظرت اهل البيت ع الى الرافضة .
اما نظرت العامة المخالفة للحق :أخرج عبد بن حميد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : يكون في آخر الزمان قوم ينبزون: الرافضة يرفضون الاِسلام و يلفظونه، اقتلوهم فانّهم مشركون. (مسند عبد بن حميد برقم 698، رواه في المسند الجامع: 9|596 برقم 1176)
قال السباعي في كتابه السنة ومكانتها من التشريع الإسلامي . والذين يظهر لي انهم يرفضون رواية المبتدع إذا روى ما يوافق بدعته كالشيعة أو كان من طائفة عرفت بإباحة الكذب ، ووضع الحديث في سبيل أهوائها ، ولهذا رفضوا رواية الرافضة .
وقبلوا رواية بعض الشيعة الذين عرفوا بالصدق والأمانة ، كما قبلوا رواية المبتدع ، إذا كان هو وجماعته لا يستحلون الكذب كعمران بن حطان وبعض الخوارج .
وجاء في منهاج السنة . نكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية الا الرافضة فانهم يكذبون ( دراسات في الكافي والصحيح )
قال الشافعي: ما رأيت في أهل الأهواء والبدع اشهد بالزور من الرافضة .

الخلف خير من السلف

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
من التبجح اعتبار الصحابة خير الاجيال وعمدة ما ورد في هذه المقالة قول الرسول ص : (( خير الناس قرني )) وقد قال فيه ابن عبد البر : وخبر خير الناس قرني ليس على عمومه لانه جمع المنافقين واهل الكبائر الذين قامت عليهم وعلى بعضهم الحدود . ((الصواعق المحرقة )).
لكن نرى ان الرسول ص اعطى مقياس اخر للافضلية وهو ما ورد في الروايات التي دلة على ان الخلف بالمجموع لا الافراد خير من السلف ومنها :
1- ((تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح , فقال : يا رسول الله , هل أحد خير منا ؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك . قال : نعم , قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني [ وفي رواية ] قال : ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء , بل قوم من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه , أولئك أعظم منكم أجرا مرتين)).
الراوي: أبو جمعة الأنصاري حبيب بن سباع المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - لصفحة أو الرقم: 1/78
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]

2- ((وددت أني لقيت إخواني ، قلنا : يا رسول الله ، ألسنا إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ، وإخواني قوم يجيئون من بعدي ، يؤمنون بي ولم يروني . ثم قال : يا أبا بكر ألا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فأحبوك فأحبهم أحبهم الله))
الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: لسان الميزان - لصفحة أو الرقم: 7/331
خلاصة حكم المحدث: أصله في مسلم

3- ((مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره ))
الراوي: عمار المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - لصفحة أو الرقم: 4/244
خلاصة حكم المحدث: هذا الإسناد أحسن من الأسانيد الأخر

4- ((طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لم آمن بي ولم يرني سبع مرات))
الراوي: أبو أمامة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - لصفحة أو الرقم: 10/70
خلاصة حكم المحدث: [روي] بأسانيد ورجالها رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري وهو ثقة‏‏

5- ((أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا قالوا : يا رسول الله الملائكة قال : هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها قالوا يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم برسالاته وبالنبوة قال : هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها قالوا يا رسول الله فالشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء قال : هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء ، بل غيرهم قالوا يا رسول الله فمن هم قال : أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقون بي ولم يروني يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا))
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - لصفحة أو الرقم: 37
خلاصة حكم المحدث: غريب وله شاهد
والنتيجة ان المجموع من الخلف خير من المجموع من السلف رغم وجود افراد من السلف لا يدركهم احد من الخلف .
وهو عكس ما عليه الجماعة المخالفة من ان السلف مجموعا وافرادا افضل من الخلف.

من جرائم معاوية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هذه جملة من جرائم معاوية بن ابي سفيان ( كاتب الوحي وخال المؤمنين ) في حق المسلمين وقد نقلتها من تاريخ الطبري :
1- حديث عوانة قال ووجه معاوية في هذه السنة سفيان بن عوف في ستة آلاف رجل وأمره أن يأتي هيت فيقطعها وأن يغير عليها ثم يمضى حتى يأتي الأنبار والمدائن فيوقع بأهلها فسار حتى أتى هيت فلم يجد بها أحدا ثم أتى الأنبار وبها مسلحة لعلي تكون خمسمائة رجل وقد تفرقوا فلم يبق منهم إلا مائة رجل فقاتلهم فصبر لهم أصحاب علي مع قلتهم ثم حملت عليهم الخيل والرجالة فقتلوا صاحب المسلحة وهو أشرس بن حسان البكري في ثلاثين رجلا واحتملوا ما كان في الأنبار من الأموال وأموال أهلها ورجعوا إلى معاوية.
2-قال وفيها وجه معاوية أيضا عبدالله بن مسعدة الفزاري في ألف وسبعمائة رجل إلى تيماء وأمره أن يصدق من مر به من أهل البوادي وأن يقتل من امتنع من عطائه صدقة ماله ثم يأتي مكة والمدينة والحجاز يفعل ذلك.
3- وفيها أيضا وجه معاوية الضحاك بن قيس وأمره أن يمر بأسفل واقصة وأن يغير على كل من مر به ممن هو في طاعة علي من الأعراب ووجه معه ثلاثة آلاف رجل فسار فأخذ أموال الناس وقتل من لقي من الأعراب ومر بالثعلبية فأغار على مسالح علي وأخذ أمتعتهم ومضى حتى انتهى إلى القطقطانة فأتى عمرو بن عميس بن مسعود وكان في خيل لعلي وأمامه أهله وهو يريد الحج فأغار على من كان معه وحبسه عن المسير.
4- توجيه معاوية بسر بن أبي أرطاة في ثلاثة آلاف من المقاتلة إلى الحجاز
فذكر عن زياد بن عبدالله البكائي عن عوانة قال أرسل معاوية بن أبي سفيان بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطاة وهو رجل من بني عامر بن لؤي في جيش فساروا من الشام حتى قدموا المدينة وعامل علي على المدينة يومئذ أبو أيوب الأنصاري ففر منهم أبو أيوب فأتى عليا الكوفة ودخل بسر المدينة قال فصعد منبرها ولم يقاتله بها أحد فنادى على المنبر يا دينار ويا نجار ويا زريق شيخي شيخي عهدي به بالأمس فأين هو يعني عثمان ثم قال يا أهل المدينة والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت بها محتلما إلا قتلته ثم بايع أهل المدينة وأرسل إلى بني سلمة فقال والله مالكم عندي من أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبدالله فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقال لها ماذا ترين إني قد خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلالة قالت أرى أن تبايع فإني قد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع وأمرت ختني عبدالله بن زمعة وكانت ابنتها زينب ابنة أبي سلمة عند عبدالله بن زمعة فأتاه جابر فبايعه وهدم بسر دورا بالمدينة ثم مضى حتى أتى مكة فخافه أبو موسى أن يقتله فقال له بسر ما كنت لأفعل بصاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فخلى عنه وكتب أبو موسى قبل ذلك إلى اليمن إن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس تقتل من أبى أن يقر بالحكومة ثم مضى بسر إلى اليمن وكان عليها عبيدالله بن عباس عاملا لعلي فلما بلغه مسيره فر إلى الكوفة حتى أتى عليا واستخلف عبدالله بن عبدالمدان الحارثي على اليمن فأتاه بسر فقتله وقتل ابنه ولقي بسر ثقل عبيدالله بن عباس وفيه ابنان له صغيران فذبحهما.

وختاما لعن الله من بغى وقتل وسلب المسلمين ومن امر بذلك قولوا امين .

الشجرة الملعونة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد واللعن اعدائهم
قال الله تعالى : ((َإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً [الإسراء : 60]))
والفتنة التي هي الشجرة الملعونة في القران هم بني امية عامة وبني الحكم بن العاص وولده مروان خاصة .
فقد أخرج ابن جرير ، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني فلان ينزون على منبره نزو القردة ، فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكاً حتى مات ، وأنزل الله { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة ، وأنزل الله في ذلك { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة } يعني الحكم وولده » .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أريت بني أمية على منابر الأرض ، وسيتملكونكم ، فتجدونهم أرباب سوء » واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك : فأنزل الله { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه . والبيهقي في الدلائل . وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى الله تعالى إليه إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وذلك قوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا } الخ .
وأخرج ابن أبي حاتم عن يعلى بن مرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت بني أمية على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم عليه الصلاة والسلام لذلك فأنزل الله سبحانه { وَمَا جَعَلْنَا } الآية "
واخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت لمروان بن الحكم : «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك : إنكم الشجرة الملعونة في القرآن» .
والكل يعلم ان الحكم ومروان والعديد من بني امية هم من اعضاء الكيان المسمى بالصحابة ( بل يعتبرونهم من الخلفاء )وهو كيان له حصانة عند ابناء العامة .

كبارهم رافضة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
لم يزل علماء الجرح والتعديل يلصقون صفة التشيع بالكثير من الرواة ولكن هل تعلم ان هذه الصفة الصقوها بالعلماء الكبار منهم ايضا واليك جملة من المتهمين :

1- الطبري :
يقول الذهبي : محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، الإمام الجليل ، المفسر ، أبو جعفر ،صاحب التصانيف الباهرة ، مات سنة عشر وثلثمائة ، ثقة ، صادق ، فيه تشيع يسيروموالاة لا تضر, اقذع عليه علي بن السليماني الحافظ فقال : كان يضع للروافض ، كذا قال السليماني ، وهذا رجمبالظن الكاذب ، بل ابن جرير من كبار ائمة الإسلام المعتمدين ، وما ندعي عصمته منالخطأ (ميزان الاعتدال).
2- علي بن المدايني :
وقال إبن أبي خيثمة : سمعت إبن معين يقول : كان علي بن المدينيإذا قدم علينا أظهر السنة ، وإذاذهب البصرة أظهر التشيع .) تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد )
3- الامام الشافعي :
قال بشأنه الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي : هو ثقة ، صاحب رأي ليس عنده حديث ،وكان يتشيع) . الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لايوجب ردهمص 31.)
4- الحاكم النيسابوري :
اتهمه أبو إسماعيل الأنصاري حيث قال : ثقة في الحديث ، رافضي خبيث ، وقال بشأنه إبن طاهرالمقـدسي : كان شديد التعصب للشيعة في الباطن ، وكان يظهر التسنن في التقديموالخلافة ، وكان منحرفاً غالياً عن معاوية(طبقات الشافعية الكبرى ج4 ص 163 رقم 328).
5- الدار قطني :
مع مكانته العالية عند السنة اتهم بالتشيع الذي يعدعندهم من المطاعن ، قال الخطيب في تاريخه : وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول : كان أبو الحسن الدارقطني يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر ،فنسب إلى التشيع لذلك (تاريخ بغداد ج12 ص 35).
6- النسائي :
قال الذهبي فيـه : وهـو جـار في مضمار البخاري وأبي زرعة ، إلا أنّ فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمـام علي (ع) كمعاوية وعمرو ، والله يسامحه (تهذيب التهذيب)
وقال الدار قطني في النسائي : النسائي أفقه مشائخ مصوفي عصره ، وأعرفهم بالصحيح والسقيم وأعلمهم بالرجال ، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة ، فسئل عن فضائل معاوية ، فأمسك عنه فضربوه في الجامع فقال : أخرجوني إلى مكة ، فأخرجوه وهو عليل وتـوفي مقتولا شهيداً (سير اعلام النبلاء)

الصاحب في القران

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
المعنى اللغوي للصحبة ورد في القرآن الكريم في ألفاظ متعددة تشترك في معنى متقارب، وهو المعاشرة والملازمة المتحققة بالاجتماع واللقاء واللبث، دون النظر إلى وحدة الاعتقاد أو وحدة السلوك، فقد أطلقها القرآن الكريم في خصوص المعاشرة بين مؤمن ومؤمن، وبين مؤمن وكافر، وبين كافر وكافر، وقد أشار إلى ذلك ابن كثير في تفسيره.
أولاً: الصحبة بين مؤمن ومؤمن
قال الله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام في حديثه مع العبد الصالح: (قالَ إن سألتُكَ عن شيءٍ بعدَها فلا تُصاحِبني) (سورة الكهف 18: 76.(
فقد أطلق القرآن الصحبة على الملازمة بين موسى عليه السلام والخضر عليه السلام.
ثانياً: الصحبة بين ولد ووالدين مختلفين بالاعتقاد
قال تعالى: (وإن جاهَدَاكَ على أن تُشرِكَ بي ما ليسَ لَكَ بهِ عِلمٌ فلا تُطعهما وصاحِبهُما في الَّدُنيا معرُوفاً) سورة لقمان 31:15(.
ثالثاً: الصحبة بين رفيقي سفر
قال تعالى:والجارِ ذي القُربى والجارِ الجُنُب والصَّاحِبِ بالجَنة.
رابعاً: الصحبة بين تابع ومتبوع
قال تعالى:ثاني اثنين إذ هُما في الغارِ إذ يقُولُ لصاحِبِهِ لا تَحزَن إنّ اللهَ معنَا.
خامساً: الصحبة بين مؤمن وكافر
قال تعالى: (... فقالَ لصاحبهِ وهوَ يُحاوِرُهُ أنا أكثرُ مِنكَ مالاً وأعزُّ نفراً... قالَ لهُ صاحبُهُ وهو يُحاورُهُ أكفَرتَ بالّذي خَلَقَكَ مِن تُراب .
سادساً: الصحبة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقومه وإن كانوا كافرين
قال تعالى: ما ضَلَّ صاحِبُكُم وما غَوى.
وقال تعالى : أولَمْ يَتَفَكَّرُوا مابصاحِبِهِم مِن جِنَّةٍ إن هوَ إلاّ نذيرٌ مُبينٌ.
سابعاً: الصحبة بين كافر وكافرين
قال تعالى: (فنادَوا صاحِبَهُم فَتَعاطى فَعَقَر).
ووردت كلمة (أصحاب) في القرآن الكريم تدل على معنى اللبث والمكوث ومنها: أصحاب الجنة، وأصحاب النار، وأصحاب الكهف، وأصحاب القرية، وأصحاب مَدْين، وأصحاب الاَيكة.
ووردت في العلاقة الاضطرارية الوقتية كما في خطاب يوسف عليه السلام لصاحبيه في السجن: (يا صاحِبَي السِجنِ.
فالصاحب كما ورد في الآيات الكريمة المتقدمة يعني المعاشر والملازم، ولا تصدق المعاشرة والملازمة إلاّ باللقاء والاجتماع واللبث معاً.
وبالتوفيق بين المعنى اللغوي عند علماء اللغة، وبين الآيات القرآنية، يكون معنى الصاحب هو: من كثرت ملازمته ومعاشرته، وهذا ما نصّ عليه بعضهم كصدّيق حسن خان حيث قال: (اللغة تقتضي أنَّ الصاحب هو من كثرت ملازمته.
والخلاصة ان القران لم يعطي خصوصية للصحبة كما اعطاها القوم لصحبة النبي ص حيث اعتبروها تقدس الصاحب لصحبته للنبي ص .
في حين القران لم يقرن اثنان باسم الصحبة الا بين مؤمن وكافر او منافق .
وبالنسبة لموسى والعبد الصالح فقد شرط الصحبة بعدم المخالفة ولما خالف موسى الشرط نرى كيف ان العبد الصالح فارقه وهو كليم الله تعالى فكيف تبقى صحبة النبي ص للمسيئين من اصحابه ؟؟؟؟

النفاق قبل الهجرة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
يعتقد البعض ان النفاق ظهر بين المسلمين في مرحلة المدينة المنورة ولكن المتتبع لايات الذكر الحكيم يلاحظ ان القران يصف من اهل مكة الذين دخلوا الاسلام بالنفاق وبصيغ متعددة .
مثلا قوله تعالى : ((وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (المدثر 31)
يقول السيد الطباطبائي في الميزان :
ذكر بعضهم أن قوله تعالى: «و ليقول الذين في قلوبهم مرض» الآية - بناء على أن السورة بتمامها مكية، و أن النفاق إنما حدث بالمدينة - إخبار عما سيحدث من المغيبات بعد الهجرة انتهى.
أما كون السورة بتمامها مكية فهو المتعين من طريق النقل و قد ادعي عليه إجماع المفسرين، و ما نقل عن مقاتل أن قوله: «و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة» الآية مدني لم يثبت من طريق النقل، و على فرض الثبوت هو قول نظري مبني على حدوث النفاق بالمدينة و الآية تخبر عنه.
و أما حديث حدوث النفاق بالمدينة فقد أصر عليه بعضهم محتجا عليه بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و المسلمين لم يكونوا قبل الهجرة من القوة و نفوذ الأمر و سعة الطول بحيث يهابهم الناس أو يرجى منهم خير حتى يتقوهم و يظهروا لهم الإيمان و يلحقوا بجمعهم مع إبطان الكفر و هذا بخلاف حالهم بالمدينة بعد الهجرة.
و الحجة غير تامة - كما أشرنا إليه في تفسير سورة المنافقون في كلام حول النفاق فإن علل النفاق ليست تنحصر في المخافة و الاتقاء أو الاستدرار من خير معجل فمن علله الطمع و لو في نفع مؤجل و منها العصبية و الحمية و منها استقرار العادة و منها غير ذلك.
و لا دليل على انتفاء جميع هذه العلل عن جميع من آمن بالنبي ص بمكة قبل الهجرة و قد نقل عن بعضهم أنه آمن ثم رجع أو آمن عن ريب ثم صلح.
على أنه تعالى يقول: «و من الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله و لئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أ و ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين و ليعلمن الله الذين آمنوا و ليعلمن المنافقين»: العنكبوت: 11.
و الآيتان في سورة مكية و هي سورة العنكبوت، و هما ناطقتان بوجود النفاق فيها و مع الغض عن كون السورة مكية فاشتمال الآية على حديث الإيذاء في الله و الفتنة أصدق شاهد على نزول الآيتين بمكة فلم يكن بالمدينة إيذاء في الله و فتنة، و اشتمال الآية على قوله: «و لئن جاء نصر من ربك» إلخ لا يدل على النزول بالمدينة فللنصر مصاديق أخرى غير الفتح المعجل.
و احتمال أن يكون المراد بالفتنة ما وقعت بمكة بعد الهجرة غير ضائر فإن هؤلاء المفتونين بمكة بعد الهجرة إنما كانوا من الذين آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل الهجرة و إن أوذوا بعدها.
و على مثل ذلك ينبغي أن يحمل قوله تعالى: «و من الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به و إن أصابته فتنة انقلب على وجهه»: الحج: 11 إن كان المراد بالفتنة العذاب و إن كانت السورة مدنية.

نقاط من معركة احد


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تمر في النصف من شهر شوال المكرم ذكرى وقعة احد التي انهزم المسلمون فيها وهم الذين كانوا يمثلون رعيل الصحابة الاول وقدم الكثير منهم دروس رائعة في الجهاد كما قدم الاغلب منهم دروس مخزية في الفرار من الزحف بين يدي رسول الله الاعظم ص وهذه جملة من المواقف من هذه الواقعة :
1- ثلث المسلمين منافقين :
حيث ان النبي ص لما خرج بالمسلمين رجع ثلث منهم مع ابن ابي سلول المنافق كما نص عليه الطبري :
إقتباس:
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل؛ وقد وعدهم الفتح إن صبروا، فلما خرج رجع عبد الله بن أبي بن سلول في ثلاثمائة،


2- ان الفرقة التي كلفها النبي ص بحماية باب الشعب بقيادة الشهيد عبد الله بن جبير لما رات الغنائم خالفت امر الرسول ص وهو من اشد الاوامر وتوجهت لدنيا وكشفت الثغر ولم يبقى من الخمسين الا عشرة قتلهم خالد .

3- بطولة الامام علي ع في ذلك اليوم وقد نقل الطبري موقفين :
إقتباس:
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا حبان ابن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، قال: لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية، أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم؛ ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي.

والاخر :
إقتباس:
قال: ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعةً من مشركي قريش، فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرق جماعتهم؛ وقتل شيبة بن مالك أحد بنى عامر بن لؤي، فقال جبريل: يارسول الله، إن هذه للمواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه منى وأنا منه، فقال جبريل: وأنا منكما، قال: فسمعوا صوتا:
لا سيف إلا ذو الفقا ... ر ولا فتى إلا على

4- هرب جل الصحابة بما فيهم عمر وغيره وقد نقل الطبري :
إقتباس:
: فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع ؛ أخو بني عدي بن النجار، قال: انتهى أنس بن النضر؛ عم أنس بن مالك ، إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلسكم ؟ قالوا: قتل محمد رسول الله، قال: فما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا كراما، على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم استقبل القوم؛ فقاتل حتى قتل؛ وبه سمى أنس بن مالك.

إقتباس:
قال أبو جعفر الطبري: وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى بعضهم إلى المنقى دون الأعوص، وفر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وسعد بن عثمان " رجلان من الأنصار " ؛ حتى بلغوا الجلعب " جبلاً بناحية المدينة مما يلي الأعوص " ، فأقاموا به ثلاثاً ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لهم: لقد ذهبتم فيها عريضة.

5- عمر يخالف امر النبي ص :
نهى رسول الله ص المسلمين عن اجابة ابو سفيان لكن عمر خالف امر الرسول ص رغم خطورة الموقف وحديث عهد ترك المسلمين للنبي ص يواجه مصيره واليك نص الطبري :
إقتباس:
ثم أشرف أبو سفيان على المسلمين فقال: أفي القوم محمد ؟ ثلاثاً، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تجيبوه. ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ ثلاثاً. ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاثاً. ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا. فقال عمر: كذبت أي عدو الله قد أبقى الله لك ما يخزيك. فقال: اعل هبل، اعل هبل.

6- ايواء عثمان لاعداء النبي ص :
حيث اوى احد المحرضين على قتال النبي ص والذين البوا عليه الجموع واترك لك القصو بنقل الطبري ايضا :
إقتباس:
ثم أشرف أبو سفيان على المسلمين فقال: أفي القوم محمد ؟ ثلاثاً، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تجيبوه. ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ ثلاثاً. ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاثاً. ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا. فقال عمر: كذبت أي عدو الله قد أبقى الله لك ما يخزيك. فقال: اعل هبل، اعل هبل.

7- امر النبي ص بالبكاء على حمزة ع:
حيث فيها دليل صريح مليح على البكاء على الشهداء الذين فدوا الاسلام بشكل خاص والموتى بشكل عام واليك نص الطبري :
إقتباس:
ومر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بدار من دور الأنصار فسمع البكاء والنوائح، فذرفت عيناه فبكى وقال: لكن حمزة لا بواكي له ؟! فرجع سعد بن معاذ إلى دار عبد الأشهل فأمر نساءهم أن يذهبن فيبكين على حمزة.

وهناك الكثير الكثير لنستفاده من واقعة احد اترك المجال في الاضافة والبحث لاخواني الاخرين وفقنا الله واياهم لمرضاته